کد مطلب:240924 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:118

ان المودة إنما تکون علی قدر معرفة الفضل
روی الشیخ الصدوق حدیث الرضا علیه السلام الذی فیه استدلاله بآی من القرآن الكریم علی فضل العترة الطاهرة علی سائر الناس و هی اثنتا عشرة آیة قال علیه السلام فی الآیة السادسة:

«... فأنزل الله عزوجل هذه الآیة علی نبیه - صلی الله علیه و آله -: «قل لاأسئلكم علیه أجرا إلا المودة فی القربی»، [1] فقام رسول الله - صلی الله علیه و آله - فی أصحابه فحمد الله و أثنی علیه و قال: یا أیها الناس إن الله عزوجل قد فرض لی علیكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم یجبه أحد فقال: یا أیها الناس إنه لیس بذهب و لافضة و لامأكول و لامشروب فقالوا: هات إذا فتلا علیهم هذه الآیة فقالوا: أما هذه فنعم، فما و فی بها أكثرهم، و ما بعث الله عزوجل نبیا إلا أوحی إلیه أن لایسأل قومه أجرا لأن الله عزوجل یوفیه أجر الأنبیاء و محمد - صلی الله علیه و آله - فرض الله عزوجل مودة طاعته و مودة قرابته علی أمته و أمره أن یجعل أجره فیهم لیؤدوه فی قرابته بمعرفة فضلهم الذی أوجب الله عزوجل لهم؛ فإن المودة إنما تكون علی قدر معرفة الفضل فلما أوجب الله تعالی ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم قد أخذ الله میثاقهم علی الوفاء، و عاند أهل الشقاق و النفاق و ألحدوا فی ذلك فصرفوه عن حده الذی حده الله عزوجل فقالوا: القرابة هم العرب كلهم و أهل دعوته فعلی أی الحالتین كان فقد علمنا أن المودة هی القرابة فأقربهم من النبی - صلی الله علیه و آله - أولاهم بالمودة و كلما قربت القرابة كانت المودة علی قدرها...» [2] .

البیان الرضوی حول أیة المودة متسع الجوانب مشبع بالأدلة العقلیة و النقلیة و لأجله ذكرنا بعضه عند كلمة «أی شرف یتقدم هذا أو یدانیه؟»، [3] و الآخر عند



[ صفحه 155]



حكمة: «كلما قربت القرابة كانت المودة علی قدرها» [4] .

علل المودة أمور: أهمها الإدراك و المعرفة بفضل المودود و مقامه الشامخ المعنوی و فضائله و خلقه المرضیة و حبه و رأفته و كلما كانت المعرفة بذلك أتم كانت المودة أكثر حتی یصل عرفانه إلی حد یتفانی العارف فی المعروف و حتی لایشاء إلا ما شاء المودود و لیس له هم سواه كما كان أهل البیت علیهم السلام فی طاعة الله عزوجل كذلك «لا یسبقونه بالقول و هم بأمره یعملون». [5] و من ثم كان النبی صلی الله علیه و آله أحب الأسماء إلیه (عبدالله).



[ صفحه 156]




[1] الشوري: 23.

[2] عيون أخبار الرضا 184 - 183/1.

[3] حرف الهمزة مع الياء.

[4] حرف الكاف مع اللام.

[5] الأنبياء: 27. و قبله «بل عباد مكرمون».

قال الفيض: لايقولون شيئا حتي يقوله كما هو شيمة العبيد المؤدبين، تفسير الصافي 89:2. و لابن العربي علي ما في هامش إحقاق الحق 223:2:



رأيت ولائي آل طه وسيلة

علي رغم أهل البعد يورثني القربي



فما طلب المبعوث أجرا علي الهدي

بتبليغه إلا المودة في القربي.